تزوجت ابنها بالخطأ.. قصة فنانة بدأت حياتها بسجن والدها وهروبها من زوجها
تمر اليوم ذكرى وفاة الفنانة أميرة أمير، التي اشتهرت في حقبتي الأربعينيات والخمسينيات، وكانت تتمتع بملامح هادئة جميلة لفتت بها أنظار النجوم والمخرجين، وهي أيضًا صاحبة بصمة في تاريخ السينما المصرية.
الفنانة أميرة أمير احدى فنانات الزمن الجميل، التي عاشت أحد أغرب القصص، التي كانت نهايتها مأساوية، ومؤلمة للغاية، فبعد حياة حافلة مليئة بالأحداث، تزوجت أميرة أمير أبنها!!! فما أصل الحكاية ؟
كان الاسم الحقيقي للفنانة الراحلة أميرة أمير، هو سعدية عبد الرحمن أبو العلا، التي ولدت في 17 يناير 1920م، بمحافظة الشرقية، من أب كان يعمل جزار، وفي أحد الأيام حضر مفتش الصحة للتفتيش عليه، ليكتشف أنه يخالف أسعار البيع القانونية، وتحدث مشاجرة بينهم.
تطورت المشاجرة بين والد سعدين، ومفتش الصحة، لتنتهي بقتله للمفتش بـ الساطور الذي كان يستخدمه في عمله بالجزارة، لتكن تلك هي المأساة الأولى التي تواجهها في حياتها، حيث تم الحكم على والدها بالسجن المؤبد، وتوفى خلال فترة سجنه.
كان عمر سعدية في ذلك الوقت 16 عام فقط، واضطرت للعمل كخياطة لتتمكن من العيش هي وعائلتها، وكانت شديدة الجمال، وتقدم عمدة القرية للزواج منها، رغم انه كان يكبرها في السن.
وبالفعل تزوجت منه وأنجبت أبنها الأكبر «خالد»، لكن بعد سنوات من الزواج، قررت أن تترك زوجها وأبنها والهرب بعيدًا إلى القاهرة، بسبب إدمان زوجها على شرب الخمور، بعد هرب أميرة أمير «سعدية عبد الرحمن» إلى القاهرة، أُصيب زوجها باكتئاب حاد، دفعه إلى الانتحار، وبالتالي أخدت اخته، الطفل خالد لتربيه بعد هروب أمه.
هاجرت الفنانة الراحلة أميرة أمير إلى أمريكا، وعملت كراقصة في مسارح البرودواي، وهناك قابلت شاب يهوديـ تعرفت عليه وحدث بينهما قصة حب، وطلب منها الزواج، وعلى الرغم من الهجوم الكبير الذي تعرضت له من السفارة المصرية والشعب المصري، إلا انها ضربت بذلك عرض الحائط، وتزوجت منه وحصلت على الجنسية الأمريكية.
ولاحظت الراحلة أميرة أمير، أن زوجها اليهودي يتحدث اللغة العربية بطلاقة في بعض الأحيان، وعندما سألته عن الامر حكى لها قصته بأنه شاب مصري الأصل، تعرف على فتاة يهودية واحبها وهاجر معها إلى إسرائيل، و غير ديانته إلى اليهودية، حتى يتمكن من الزواج بمحبوبته، وحصل على الجنسية الإسرائيلية، مقابل التنازل عن المصرية، ثم جاء إلى أمريكا.
سألت أميرة أمير زوجها عن عائلته ووالده، ليخبرها باسم والده وأنه تزوج من أمه التي كانت جميلة واصغر منه في السن، لكنها توفيت وكان اسمها سعدية، فأصيبت بزهول كبير وسألته: هل أسمك الحقيقي هو خالد؟.
تفاجأ خالد من معرفتها اسمه الحقيقي وأجابها بأنه اسمه الحقيقي بالفعل، لتسقط سعدية عبد الرحمن الشهير بـ أميرة أمير، في غيبوبة، متأثرة بصدمتها، وتم نقلها على الفور إلى المستشفى، وعندما استفاقت من غيبوبتها أخبرته أنها أمه.
اتصل خالد على الفور بعمته، التي أخبرته الحقيقة بأنه والدته لم تتوفى، وانها فنانة شهيرة أسمها أميرة أمير، وصعق خالد بعد أن تأكد من حقيقة زواجه من والدته، وعلى الفور دون تفكير أنتحر ملقيًا نفسه أمام سيارة كانت تسير في الشارع، ليتوفى الأبن ووالدته في نفس اللحظة.