هدية من مجهول كاملة
أنا شهد بشتغل سكرتيرة ف عيادة دكتور تجميل مشهور جدا ….. كنت بشوف كل يوم أشكال وألوان من البشر… كانوا بيختلفوا ف الشكل والنوع بس كلهم بيتشابهوا ف حاجة واحدة بس وهي الفلوس
كل اللي كان بيجي العيادة معاه فلوس كتير أوي . …. ما طبيعي لازم يكون غني هو ف حد عاقل يدفع بالآلاف عشان يصغر مناخيره أو ينفخ شفايفه …. دي ناس عدت مراحل راحة البال والفراغ …..
أكيد الفلوس اللي بيغيروا بيها خلقة ربنا دي زيادة عن احتياجهم .. يعني أكيد عايشين ف أحسن البيوت وبيركبوا أحسن العربيات وبياكلوا أشهى وألذ الأكلات . …. واكيد طبعا أولادهم ف أرقى المدارس … صح ولا أنا غلطانة ….
ماهو مفيش حد هيوصل للفراغ ده غير لما يكون باله مرتاح وأولاده شبعانين ومدفيين جنبه. ….. مش زينا بنجري ورا لقمة العيش الحاف وياريت بنلحقها ف النهاية …..
كنت بقضي طول اليوم ف العيادة وبعدها أروح بيتي وافتكر الواقع المرير اللي عايشة فيه …. أم وأب تعبانين و6 أخوات بياكلوا ف بعض من كتر الضيق اللي عايشين فيه .. كلهم أصغر مني وعشان كدا اتكتب عليّ الشقا والتعب من بدري أوي … من بعد ما خلصت الدبلوم على طول … كان لازم أشتغل غصب عني وإلا هنموت من الجوع ……
كنت فاكرة إن حياتي خلاص اتحددت وقصتي اتكتبت وهتكمل على الحال ده … بس الدنيا فيها من المفاجآت ما لا يخطر على بال أي شخص ….. وف ثانية قصتي اتبدلت أو تقدروا تقولوا اتكتبت من جديد
والحكاية بدأت ف يوم عادي بدايته شبه كل أيام حياتي اللي فاتت…. بس نهايته هي اللي كانت مختلفة
كنت قاعدة ف العيادة وفجأة دخل واحد وواحدة شكلهم حلو أوي. .. الطبيعي إن كل الناس اللي بتيجي شكلها حلو ونضيف بس المرة دي كانت مختلفة …. بجد شكلهم كان حلو وراقي فوق الوصف … ومن كتر انبهاري بيهم فضلت باصة عليهم طول الوقت لدرجة إن الشاب أخد باله من نظراتي …. بصلي جامد بنظرة غريبة وبعدها وقف قدامي وقال بجدية:
لو سمحت احنا دورنا امتى
اتكسفت أوي من نفسي … باين جدا من كلامه إنه لاحظ نظراتي ومراقبتي ليهم
قلت له بكسوف :
فاضل دورين يا فندم
قعد مكانه بهدوء …. حاولت أبعد نظراتي عنهم على قد ما أقدر .. خُفت يشتكوا للدكتور ويقطعوا عيشي. …وفعلا بعدت عيني عنهم وشغلت نفسي بالشغل …. بس ثواني وركزت معاهم تاني ….. غصب عني كان لازم أركز بعد اللي شُفته ….
الشاب طلع من جيبه علبة قطيفة وقربها من البنت وقالها :
كل سنة وأنتِ طيبة يا روحي …
البنت حطت إيديها على بؤها وصوتت أول لما فتحت العلبة وقالت له :
ياااااه يا تامر … جبتلي العقد اللي كان نفسي فيه … ربنا يخليك ليّ يا حبيبي
قالها وهو بيبصلي بقرف :
…… يا روحي أنتِ تؤمري وأنا أنفذ .. النهاردة عيد ميلادك ولازم احققلك و لو جزء بسيط من أحلامك
قالت له بدلع :
…. جزء بس … ده أنت مفيش حاجة اتمنتها إلا وحققتهالي …. جبتني عند الدكتور عشان اظبط شكلي وكمان جبتلي العقد اللي كان نفسي فيه … حقيقي أنا محظوظة بيك
كل ده وأنا متبعاهم ف ذهول …. العقد شكله يخطف العقل والعين …. لدرجة إنه خطف كل تركيزي وانتباهي. .. ياترا يساوي كام ..شكله غالي أوي. …. بيتهيألي إني ممكن احل بيه كل مشاكلي …. مش مشاكلي بس … مشاكل المنطقة كلها …. ياااه… لو بس يبقى معايا ….
فُقت على صوت الدكتور وهو واقف جنبي وبيقولي :
….. ف إيه يا شهد بقالي ساعة برن الجرس
اتخضيت وقُمت من مكاني بسرعة وأنا بقوله:
….. أسفة يا دكتور جاية ورا حضرتك حالا
ف الوقت ده الشاب قام من مكانه وقال للدكتور :
….. بصراحة يا دكتور أنا مستغرب جدا إن واحد ف مكانة حضرتك يشغل عنده الأشكال الغريبة دي
اتصدمت جدا من كلامه … هو ليه بيتكلم عليّ بالشكل ده ….مش قادرة أنطق ولا أدافع عن نفسي …. الدكتور بصله ب استغراب وقاله: ليه يا فندم خير…. هي عملت حاجة
قاله بعصبية : من ساعة ما دخلنا العيادة وهي عينيها عليّ أنا ومراتي ….. بجد أنا عمري ما شُفت كدا
الدكتور بصلي بغضب وقالي : تعالي ورايا يا شهد
دخلت وراه وأنا باصة ف الأرض. … قعد ف كرسيه وقالي :أنا مش هرفدك لأن ده أول غلط ليكِ هكتفي بخصم أسبوع من مرتبك عشان تتعلمي
قلت وأنا بعيط :والله يا دكتور ماعملتش حاجة .. صدقني
قالي بحدة :الموضوع انتهى يا انسة. .. يلا على مكتبك
طلعت من عنده جري على الحمام ….مش عايزة حد يشوف دموعي وضعفي.. ياربي هو أنا حِمل خصم أسبوع … ده يادوب المرتب بيكفيني بالعافية …. أعمل إيه بس
مسحت دموعي وروحت على مكتبي وأنا شايلة هم الدنيا كله فوق دماغي…بس أعمل إيه …لازم أكمل اليوم ..أنا مش حِمل خصم تاني ، فضلت شاردة طول طريق رجوعي للبيت …. أنا فعلا غلطت … ماكنش لازم ابص عليهم بالشكل ده … الدكتور من البداية مفهمني أساسيات الشغل عنده وأولهم ماركزش مع حد من المرضى. ….. أنا فعلا استاهل … بس ياريته كان عاقبني بأي حاجة غير الخصم
وصلت البيت وأنا ف نفس حالة الشرود والتوهان. … بس بمجرد ما دخلت من باب الشقة …فُقت… فُقت على الواقع المُر والمسؤوليات اللي فوق دماغي … اخواتي كانوا بيتخانقوا ويضربوا بعض كعادة كل يوم وامي واقفة وسطهم بتنازع بصوتها الضعيف من غير فايدة. …
فضيت الخناق اللي بينهم وقربت من امي اللي كان واضح جدا عليها التعب وقلت لها : مالك يا ماما … شكلك تعبان أوي
قالت لي بضعف : خايفة أوي على أبوك ِيا شهد …. بقاله أسبوع بيتألم من وجع ضهره
قلت لها بحزن:
بتديله الدوا ف ميعاده ولا لأ
قالت لي : أيوة بديله طبعا … بس مش جايب نتيجة
اتنهدت وقلت لها :
حاضر يا أمي أول لما اقبض هوديه لدكتور تاني
قالت لي بشفقة :ربنا يسعد قلبك يا شهد ويريح بالك يارب
ابتسمت لها غصب عني … مقدرش أقولها إني بكدب عليها لأني ببساطة مش معايا تمن الكشف…… كان لازم أطيب خاطرها واطمنها …. ما أنا خلاص اتعودت على كدا اطبطب على اللي حواليا واعاني لوحدي من الوجع ..
هعمل إيه بس ياربي… ماحدش حاسس بالنار اللي جوايا …. ازاي هوديه عند دكتور بعد الخصم ده…. اتصرف ازاي بس
وفجأة باب الشقة خبط … وعلى طول أحمد أخويا الصغير جري عشان يفتح … وف ثواني كان واقف قدامي بيقولي : ف واحد عايزك يا ابلة شهد استغربت جدا …ياترا مين اللي عاوزني ف الوقت ده… روحت بسرعة أشوف مين … كان شاب من اللي بيوصلوا الطلبات … بس أنا ماطلبتش حاجة …. قلت له بعدم فهم :أيوة خير…
حضرتك الأستاذة شهد سيد عبدالعال
قلت له بقلق: أيوة أنا. .. ف حاجة
معايا طرد مبعوت لحضرتك … لو سمحت استلميه وامضي هنا بالاستلام
طرد إيه ده وياترا مين اللي باعته وليه …. مضيت بسرعة واستلمت علبة هدايا متوسطة الحجم ….. فتحتها بلهفة أشوف فيها إيه. … لاقيت جواها علبة قطيفة وجواب
إيه ده أنا عارفة العلبة القطيفة دي ….ده أنا عمري ما هنسى شكلها طول حياتي …فتحتها بسرعة ويارتني مافتحتها …. ده العقد. … أيوة هو العقد اللي بسببه اتخصم من مرتبي إيه اللي جابه هنا ومين اللي باعته ….
مسكت الجواب وفتحته بسرعة لدرجة إني قطعت الظرف وأنا بفتحه من توتري …. لاقيت فلوس وورقة .. مسكت الورقة وقرأت اللي مكتوب فيها … ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من حياتي……..والجواب كان .
مسكت الجواب وفتحته بسرعة لدرجة إني قطعت الظرف وأنا بفتحه من توتري …. لاقيت فلوس وورقة .. مسكت الورقة وقرأت اللي مكتوب فيها … ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من حياتي……..والجواب كان مكتوب فيه ….
…. أي حاجة هتتمنيها هتبقى عندك ف الحال زي العقد كدا … أنا عارف إنه عجبك جدا عشان كدا جبتهولك لغاية عندك …مش بس كدا أنا كمان جبتلك الفلوس اللي اتخصمت.. 7 أيام يعني تقريبا 600 ج
احجزي لوالدك عند الدكتور وماتشيليش هم أبدا. …بس ليا طلب عندك ياريت تخبي العقد كام يوم كدا لغاية لما نشوف إيه اللي هيحصل … ممكن الراجل ومراته يتهموكِ بسرقته. … وأخيرا أوعي تقلقي أبدا وأنا معاكِ ….أنتِ عليكِ تتمني وأنا هنفذ ف الحال ….
دقات قلبي زادت مع كل حرف بقرأه …. معقول أكون بحلم وهصحى دلوقتي …. بس لأ. ..ده مش حلم. .. دي حقيقة مرعبة … مسكت العقد ف إيديا عشان أتأكد من وجوده.. قريت الجواب مرة واتنين وتلاتة..
كل حاجة بتأكد إني صاحية ومش بحلم. .. طيب مين اللي عمل كدا وليه.. ده اللي مش عرفاه … وازاي عرف تعب أبويا. … أنا خلاص هتجنن. …
أخدت الحاجة ودخلت الأودة وقفلت الباب عليّ وأول حاجة عملتها اتصلت ب لمياء صاحبتي اللي ف ثواني كانت عندي
لمياء استغربت جدا بعد ما سمعت الحكاية كلها بالتفصيل …. قالت لي بدهشة :يعني ف حد سرق العقد وبعتهولك …
قلت لها بخوف :طيب وعرف منين تعب بابا …
قالت لي وهي بتضحك : لا دي حكاية تخوف …
قلت لها بعصبية : هو ده وقت هزار يا لمياء … أنا هموت من الرعب
قالت لي بجدية :مش قصدي والله يا شهد … أنتِ عارفاني بموت ف الألغاز والحكايات العجيبة
قلت لها بحزن :طيب هعمل إيه أنا دلوقتي
قالت لي : بصي هاتي الحاجة خليها عندي أضمن لغاية لما نشوف الدنيا هتمشي معاكِ ازاي وبالمرة اخلي خالي يعرف لنا العقد ده حقيقي ولا مزيف
عجبتني فكرة لمياء جدا وخصوصا لأن خالها شغال طول حياته ف محل مجوهرات … حطيت العلبة كلها ف كيسة سودة واديتهالها وهي ماشية ….
مقدرتش انام ثانية واحدة …طول الليل وأنا بفكر ف اللي حصلي ده … ده أنا لو كان ظهر لي الفانوس السحري ماكنش حلمي اتحقق بالشكل ده …..
تاني يوم روحت الشغل وحاولت أكون عادية جدا ….. فضلت أدور حواليا على أي حاجة غريبة … بس كل حاجة كانت طبيعية خالص زي كل يوم بالظبط …. احنا 3 بنات ف العيادة …. كلنا تقريبا ف نفس المستوى … والبنتين اللي معايا غلابة أوي وف حالهم …
اليوم عدى طبيعي جدا … بس قبل ما امشي بساعة حصل اللي كنت متوقعاه. . لاقيت ظابط داخل عليّ ومعاه الشاب صاحب العقد اللي أول لما شافني قال بغيظ :
هي دي يا حضرت الظابط اللي سرقت العقد … ياريت تقبض عليها
بصيت لهم بخوف وقلت:عقد إيه. . أنا ما سرقتش حاجة
الدكتور طلع من مكتبه أول لما سمع صوتنا .. بص للظابط وقاله بهدوء :خير يا حضرت الظابط …أنا دكتور جمال السويدي
الظابط قاله :أهلا بحضرتك يا دكتور … آسف جدا على ازعاجك بس الآنسة متهمة بسرقة عقد من الأستاذ تامر
الدكتور قاله بعصبية :إيه الكلام الفاضي ده … أنا مابشغلش حرامية عندي … حضرتك ده مكان محترم
الشاب قال بتحدي :أنا متأكد إن هي اللي اخدته … عمري ما هقدر انسى نظراتها … دي كانت هتاكله بعينيها ….
الظابط وجه كلامه للدكتور وقاله :ياريت تشرفني أنت والأنسة ف المركز خرج الظابط ومعاه تامر اللي نظراته كلها شر وحقد. .. وأول لما خرجوا الدكتور قالي :
شهد … أنا واثق فيكِ … ياريت متخذلنيش
قلت له برعب : صدقني يا دكتور أنا ماسرقتش و ماعرفش ليه الراجل ده حاططني ف دماغه بالشكل ده طب يلا بينا على القسم حالا …. أنا هعرفهم ازاي يتهموا حد من عندي بجريمة بشعة كدا
وفعلا روحت القسم مع دكتور جمال والمحامي بتاعه …. وهناك الظابط بدأ يستجوبني …. قالي:أنتِ شُفتِ العقد اللي أستاذ تامر بيتهمك بسرقته يا شهد
قلت له بسرعة لا يا فندم ماشُفتش حاجة …
تامر قال بعصبية :يا بنت الكدابة … ده أنتِ عينك كانت هتطلع منه
الظابط قاله :اهدى لو سمحت يا أستاذ تامر وإلا هضطر اطلعك برا
وبعدين كمل وقالي:طيب عملتي إيه امبارح بعد الشغل
قلت له : روّحت
لوحدك ولا كان معاكِ حد
روحت مع زمايلي البنات …. هبة ونورا
اكتب يابني … يتم استدعاء كل من.. هبة أحمد ابراهيم … ونورا السيد علي
وبعد كام ساعة من التحقيقات …. وبعد ما بعتوا عربية شرطة عند بيتي للتفتيش … الظابط قال : تقدري تمشي يا انسة شهد … شكرا يا دكتور
تامر قال بعصبية يعني إيه تمشي …. أنا متأكد إن هي اللي اخدته
الظابط قاله :عندك شهود…. دليل …
قاله : لأ. .. بس أنا متأكد
الظابط قال:روح دوّر على العقد تاني يا أستاذ تامر وهنا الدكتور اتدخل …بص لتامر بغضب وقاله : أنا مش هسكت على اللي حصل ده وهعرف اندمك كويس … أنا عارف أنت تبع مين وهدفكم إيه بالظبط …. ولعلمك عمركم ماهتقدروا تشوّهوا سمعتي المهنية أبدا
تامر قاله بغيظ: سمعة مين ومهنية إيه. .. بقولك اتسرقت ف عيادتك …. انتوا شكلكم كدا عصابة وبتشتغلوا لحساب بعض
وبعد مشادات طويلة بين الدكتور وتامر … مشينا … الدكتور قالي واحنا ف الطريق :أنا أسف يا شهد على الموقف البايخ اللي حطيتك فيه …أكيد أنا المقصود بالحكاية دي عايزين يدمروا سمعتي … بس أنا هعوّضك وهلغي الخصم اللي عملتهولك … وكمان هصرف لك مكافأة كتعويض
كنت حاسة إني طايرة من الفرحة ….. يعني امبارح خصم وذل و النهاردة عقد ومكافأة ..لا ده أنا كدا طاقة القدر اتفتحلي وأنا مش حاسة …معقول أخيرا الدنيا هتضحك لي …
الدكتور وصلني لغاية البيت ومش بس كدا ده طلع معايا كمان عشان يطمن امي وأبويا اللي قلقوا بسبب الظابط اللي فتش الشقة كلها … وبعد ما مشي على طول لمياء صاحبتي جات لي.. هي أصلا ساكنة ف العمارة اللي جنبنا … دخلنا الاودة وقفلنا الباب علينا … وبعدها لمياء قالت بصوت واطي :العقد طلع ألماظ يا شهد… ألماظ
قلت لها بفرحة وخوف ف نفس الوقت :متأكدة يا لميا … أحسن يكون خالك كبر وخرف
قالت لي :خرف مين يا ماما … ده سوسة وبيفهم أحسن من 100 جواهرجي
قلت لها بحيرة : طب أعمل إيه يا لميا أنا خايفة أوي
حكيت لها كل اللي حصل معايا النهاردة … قالت لي بضحك: يا بنت الايه يا شهد … شكلك هتعدي وهتمسكي الملايين
…. اتنيلي …. أنا مرعوبة مش عارفة مين الي عمل كدا ياترا بني آدم ولا ……
…. حتى لو مش بني آدم … ده يبقى عفريت عسول خالص … ياريتني كنت مكانك يا شيخة
قلت لها بخوف :عسول إيه بس …قوليلي أعمل إيه أنا دلوقتي
قامت من مكانها فجأة وقالت لي بحماس : صح نسيت أقولك. .. النهاردة وصلني طرد ب اسمك … وبصراحة فتحته … جواه علبة قطيفة وخط تليفون
قلت لها بلهفة :وساكتة كل ده يا قلبك. .. هو فين ؟؟؟
اهو ف الكيسة دي…. اعمل إيه ما أنا انشغلت معاكِ باللي حصلك النهاردة
أخدت العلبة بسرعة وفتحتها … لاقيت جواها نفس العلبة القطيفة وخط تليفون … فتحت العلبة القطيفة بسرعة لاقيت جواها ورقة مكتوب فيها ….
عجبني تصرفك أوي النهاردة … أيوة كدا اجمدي. .. أنا بعتلك خط جديد عشان أعرف أتواصل معاكِ … مين عالم ممكن تليفونك يكون متراقب …. شغلي الخط ده واستني مني رسالة … وصح أنا بعتْ الطرد عند صاحبتك عشان عارف إن الشرطة كان ممكن تيجيلك ف أي وقت …..
بصيت للمياء وأنا مرعوبة وقلت لها : هو ف عفاريت بتبعت طرود. …
لمياء قالت لي بلهفة : شغلي الخط بسرعة خلينا نعرف أصل الحكاية. ….
شغلت الخط واستنيت أنه يبعت … بس مفيش حاجة وصلتلي…. فضلنا قاعدين أكتر من ساعة وبرضه مفيش حاجة اتبعتت… لمياء قالت بزهق :أنا همشي بقا ومتقلقيش حاجتك ف الحفظ والصون … بكرة هعدي عليكِ بعد ما ترجعي من الشغل … أنا متاكدة أنه هيبعت لك ف أي وقت…
كنت مستغربة جدا لهفة لمياء … الوضع مخيف جدا وهي واخدة الموضوع ببساطة غريبة … بس بصراحة هي لمياء كدا طول عمرها …. بتعشق المواضيع المجهولة وتموت ف حل الألغاز. … بس ده مش لغز عادي … ده أي غلطة ولو بسيطة هتودينا ورا الشمس…..
فُقت على صوت رسالة من الخط الجديد … مكتوب فيها :
….. أخيرا مشيت … رغاية أوي لمياء دي بس لذيذة
حسيت برعشة ف جسمي كله …. ازاي عرف أنها مشيت … وازاي أصلا عرف أنها كانت عندي .. رميت التليفون بعيد عني وفضلت قاعدة مكاني وأنا مرعوبة …. و فجأة سمعت صوت رسالة تانية … كنت مترددة جدا …. أشوفها ولا لأ. .. الخوف مسيطر عليّ … مسكت الفون وقربته مني وأنا برتعش ….. فتحت الرسالة والصدمة كانت لما قريت اللي مكتوب فيها :
أنتِ خايفة كدا ليه …. أنا قريب جدا منك ..اطمني … اوعي تخافي أبدا وأنا جنبك … بس ممكن تفردي شعرك عشان بحبه مفرود … بلاش تلميه بالشكل ده …
رميت التليفون بسرعة …. أنا فعلا شعري ملموم. .. طب ده مين وعرف إزاي. .. كنت حاسة إن ف حد معايا ف الأودة …. حاسة بنفّس قريب مني جدا …. عايزة انزل من السرير ومش عارفة …. وفجأة النور قطع …صوّت بسرعة وجريت عشان افتح الباب … بس فجأة لاقيت إيد مسكت أيدي وحد بيقولي ……………………………..
وفجأة النور قطع ..صوّت بسرعة وجريت عشان أفتح الباب … بس فجأة لاقيت إيد مسكت أيدي وحد بيقولي: مالك يا شهد بتصوتي ليه
كان صوت ماما … قلت لها برعب :
ماما … أنتِ دخلتي هنا امتى …
قالت لي:لسا داخلة حالا على صويتك. .. من امتى و أنتِ بتخافي من الضلمة
قلت لها بتوتر:مين قالك إني خايفة … أنا بس اتخضيت
وف ثواني النور جي…. ماما طلعت برا الأودة وهي بتقول : مش عارفة امتى هيبطلوا يقطعوا النور علينا كدا …
ماما عندها حق أنا ليه اتخضيت بالشكل ده … أنا فعلا متعودة على قطع النور .. والأيام دي بالذات النور بيقطع يوميا …. بس برضه هي ماتعرفش كل حاجة… ماتعرفش إن في حد متابعنا والله أعلم هو إنسي ولا جني ..
تاني يوم روحت الشغل وأنا مرهقة على الآخر .. كان واضح جدا عليّ الأرق والتعب ..هبة زميلتي قربت مني وقالت: مالك يا شهد أنتِ تعبانة ولا إيه
قلت لها بعدم تركيز : دماغي هتنفجر يا هبة .. الصداع هيموتني
قالت لي : طيب أنا هطلب لك قهوة عشان تفوقي كدا وتركزي ده اليوم لسا ف أوله
وف خلال ثواني القهوة كانت عندي .. أصل احنا عندنا بوفيه ف نفس البرج اللي فيه العيادة … بعد ما شربت القهوة حسيت بشوية تركيز … اتصلت ب لميا عشان احكيلها اللي حصل امبارح …مش قادرة استنى لغاية لما اروّح بليل …. حكيت لها كل اللي حصل بالتفصيل … قالت لي بضحك : بن اللاعيبة استنى لغاية لما مشيت عشان يبعتلك … ده عفريت ناصح أوي
قلت لها بخوف :شكله كدا عفريت بجد يا بت يا لميا.. أنا خايفة يكون الجن العاشق ده اللي بيقولوا عليه
قالت لي : وتخافي ليه … هما البني أدمين يعني اللي عدلين أوي. .. بالعكس ده أنا شايفة إنك محظوظة وجدا كمان
قلت لها بعدم فهم :قصدك إيه
قالت لي : قصدي إنك لازم تستغلي الموضوع ده على قد ما تقدري … مش هو قالك ف الجواب أنتِ بس اتمني…. خلاص اتمني يا ستي وخليه يحقق …… عيشيلك يومين واستمتعي بالحياة بقا
قلت لها بصوت واطي : بس ده بيجيب لي حاجات مسروقة
قالت لي بتحدي : لا أنتِ اللي اتمنيتي العقد عشان كدا جابهولك …. جربي كدا تتمني حاجة تانية ونشوف هيحصل إيه. …وهنروح بعيد ليه خليه يعالج أبوكِ التعبان ده
قلت لها:تصدقي صح أنا هخليه يحجز لي عند الدكتور
ضحكت وقالت : هتفضلي طول عمرك فقرية …. يا بنتي مش أبوكِ أصلا محتاج عملية كبيرة … خليه يدفعلك فلوسها وتعمليهاله وتخلصي بقا من الأدوية والمسكنات ووجع القلب ده كله
فعلا لميا عندها حق مش أنا وافقت أدخل اللعبة دي من البداية يبقى لازم استفاد منها على أكمل وجه ومفيش أهم من عملية بابا دلوقتي والعملية غالية جدا عليّ استحالة أقدر اجمع تكاليفها ولو بعد 100 سنة ..والعقد كمان استحالة ابيعه دلوقتي الشرطة مش هتعدي الموضوع بالبساطة دي روّحت الليلة دي وأنا مقررة إني هرد على الرسايل بالكلام ده مش هو قالي اتمني وأنا أنفذ أنا بقا هتمنى وأشوف.
وأول لما وصلت دخلت الأودة وقفلت الباب عليّ…. مسكت الفون واستنيت الرسالة اللي بتيجي لي من رقم خاص ….ياترا ليه بتتبعت من رقم خاص … ليه خايف يعرفني رقمه هما العفاريت بيخافوا … إيه اللي أنا بقوله ده كمان… هما العفاريت أصلا معاهم تليفونات وف ثواني وصلت الرسالة المتوقعة …. رسالة مكتوب فيها : وحشتيني
مش عارفة ليه فرحت … أنا عارفة إنه هبل مني بس ده كان احساسي وقتها … أول مرة أصلا حد يهتم بيّ ويشيل همي … أنا دايما اللي بشيل الهموم والمصايب كلها
كتبت له :شكرا
رد وكتب لي :حلوة شكرا برضه مش وحشة ..قوليلي بقا يا ستي عايزة تعملي عملية باباكِ امتى